برنامج التدخل المبكر لمقياس ستانفورد-بينيه للذكاء: الصورة الخامسة
برنامج التدخل المبكر لمقياس ستانفورد-بينيه للذكاء: الصورة الخامسة
يتكون البرنامج من خمسة مجالات رئيسية والتي تستخدم عادة في تقييم القدرات المعرفية مع التوسع في مجال الوظائف التنفيذية. وعلى الرغم من أن البرنامج يركز على تغطية العوامل الخمسة الموجودة في مقياس ستانفورد-بينيه للذكاء: الصورة الخامسة، إلا أنه يمكن أن يستخدم مع معظم اختبارات الذكاء طالما تقيس نفس العوامل، فنجد مقياس وكسلر على سبيل المثال يحتوي على اختبارات مثل المفردات والفهم والمصفوفات وتصميم المكعبات وهي اختبارات شبيه ببعض الاختبارات الموجودة في مقياس ستانفورد-بينيه للذكاء: الصورة الخامسة. وبشكل عام يمكن أن نقول إن برنامج التدخل يمكن أن يستخدم لتحسين القدرات المعرفية بشكل عام.
كل الأمثلة السابقة تمثل جانبًا أو أكثر مما نسميه الذكاء. وذلك لأن الذكاء بشكل مبسط يشمل المعرفة والذاكرة طويلة المدى (أفلاطون والفائزون في برامج المسابقات) والقدرة على تطبيق هذه المعلومات في مواقف فريدة وحل المشكلات (ابن إسحاق والخوارزمي وماريا كوري ودافنشي) والقيام بهذه الأشياء بسرعة ودقة (قام موزارت بتأليف معزوفة موسيقية جديدة في ذهنه أثناء تأليفه لمعزوفة أخرى، أو محترف الشطرنج الذي ينافس عدد من اللاعبين في نفس الوقت) أو أن تكون فنانًا مبدعًا ذو أخلاق. لكن كيف يصبح الطفل عالمًا بارعًا، أو موسوعة تمشي على قدمين أو لاعب شطرنج محترف للإجابة على هذا السؤال من المفيد أن نفهم شيئًا عن جذور الذكاء وطبيعته وكيف يتم قياسه وكيف يمكن تعلم هذه المهارات؟
يرتكز برنامج التدخل المعرفي بشكل كبير في عملية التدخل على لدونة المخ، أي على قابلية المخ للتغير نتيجة الخبرة. فالخبرات المكتسبة تؤثر على أبنية المخ وتزيد من التشابكات العصبية. ويشير مفهوم لدونة المخ أو اللدونة العصبية إلى قدرة المخ الإنساني على تنظيم مساراته العصبية على أساس الخبرات الجديدة. فلكي نتعلم أو نتذكر حقائق أو مهارات يجب أن يكون هناك باستمرار تغيرات وظيفية في المخ لتمثيل المعرفة الجديدة.
ولا يستهدف البرنامج فقط تحسين القدرات المعرفية للأفراد الذين يواجهون صعوبات في القيام بأداء مهام الحياة اليومية سواء في المنزل أو المدرسة أو المجتمع، بل يستهدف أيضاً تطوير القدرات المعرفية لدى الموهوبين ذوي القدرات العالية. فيشمل البرنامج مجالات عديدة ومستويات صعوبة مختلفة بما يتناسب مع الأداء المعرفي. فمن استخدامات مقياس ستانفورد -بينيه للذكاء: الصورة الخامسة المساعدة في تحديد الإعاقة العقلية وصعوبات التعلم، ومن استخداماته أيضاً تحديد الموهبة والتفوق الدراسي.
وقد جاءت فكرة برنامج التدخل من عدة مصادر، منها التوصيات التي قدمها الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية (dsm5)، والتي أشارت إلى أنه من ” الممارسات الشائعة عند تقييم الأطفال الصغار تأخير تشخيص الإعاقة العقلية حتى يتم تقديم برنامج تدخل ملائم”. كما جاءت فكرة هذه البرنامج أيضاً من التساؤلات العديدة التي كان يطرحها الأخصائيين النفسيين بعد حضور التدريب الخاص بمقياس ستانفورد-بينيه: الصورة الخامسة ومقاييس السلوك التكيفي. فكانوا دائماً ما يتسألون ماذا أفعل بعد تطبيق الاختبار، ماذا أفعل عند انخفاض درجة اختبار ما، كيف أصمم برنامج تدخل طبقاً للعمليات المعرفية الموجودة في مخطط جوانب القوة والضعف المعرفيين لبعض القدرات المستنتجة من مقياس ستانفورد-بينيه للذكاء: الصورة الخامسة، كيف أعزز قدرات الطفل في مجال الاستدلال السائل، والتصور البصري للمثيرات البصرية، وغيرها من العمليات المعرفية التي يقيسها الاختبار. ما هي الأنشطة التي تكون ملائمة أكثر للموهوبين وتساعدهم في برامج الموهبة. وبالتأكيد كانت هذه التساؤلات محل اهتمام للعاملين في المؤسسة العربية للاختبارات النفسية، فقد بدأنا منذ فترة طويلة بإعداد برنامج للتدخل يساعد الأخصائيين النفسيين على التغلب على العديد من الصعوبات التي يوجهونها أثناء عملية التدخل. وربما جاء التأخير نتيجة محاولة الاستفادة من التطورات الحديثة في تطبيقات الواقع الافتراضي وتطبيقات التليفون المحمول
وتهتم المجتمعات المتقدمة بالذكاء كثيرًا، خاصة المجتمعات الغربية بسبب رغبة الآباء الشديدة فى تأهيل أبنائهم لبرامج الموهبة، خاصة في مرحلة رياض الأطفال، كما يبحث بعض الراشدين عن بعض الطرق للتأكد من ذكائهم، ويربط المجتمع بين النجاح والذكاء وكأنه هو المفتاح الجديد لكي تصبح الملياردير القادم. ويسعى بعض الآباء بشدة لتعزيز ذكاء أطفالهم. فالناس على مر العصور غالباً ما يحملون تقدير للعباقرة، وينظرون إلى الشخص العبقري بنوع من التقدير، ويبحثون عن الأشياء التي تجعل الشخص “ذكيًا”؟ وينبهرون بشخصيات معينة مثل ألبرت أينشتاين الذي اعتبروه شخص شديد الذكاء، لدرجة أن اسمه لدى كثير من الناس أصبح مرادفًا لكلمة “عبقرية”. لكن ما هو على وجه التحديد الشيء الذي لدى ألبرت أينشتاين يمكن تمييزه بأنه ذكاء –ومن منظور تربية طفل أو طالب ذكي-هل هناك شيء يمكننا فعله بصفتنا واللدين أو معلمين لمساعدة الطفل على أن يصبح “اينشتاين صغير”؟
لدينا أمثلة عديدة عن الأشخاص الأذكياء، مثل الأشخاص الذين يتذكرون بسهولة كم وافر من الحقائق والمعلومات المعقدة بمجرد سؤالهم أو الذين لديهم قدرة عالية على حل المشكلات أو الألغاز أو الوصول إلى اختراعات غيرت مسار البشرية. وقد يكون العلماء المبدعون مثال على ذلك مثل ابن إسحاق الكندي الذي كان أول من وصف مبادئ النظرية النسبية، وقد قام بوضع المنهج الذي يؤسس لاستخدام الرياضيات في الكثير من العلوم كما قدم الكثير في مجال الهندسة الكروية، وراقب أوضاع النجوم والكواكب وأتى بآراء خطيرة وجريئة في هذه البحوث، وفي نشأة الحياة على ظهر الأرض، مما جعل الكثيرين من العلماء يعترفون بأن الكندي عبقري من الطراز الرفيع. وقد عده عالم الرياضيات الشهير الإيطالي الشهير « كاردانو» من الاثني عشر عبقرياً الذين ظهروا في العالم، ويعده بعض المؤرخين واحداً من ثمانية أئمة لعلوم الفلك في القرون الوسطى. وفي علم الجبر كان الخوارزمي عبقري أخر، حيث كان أول من اخترع الصفر. وأسس علم الجبر واللوغرتمات وبرع في الفلك والجغرافيا، وقد ساهمت أعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات وتظهر عبقرية في الجدول الفلكي الذي صنعه. وتعلم الغرب من كتبه الأعداد والحساب وانتشرت الأرقام العربية التسعة يتقدمها الصفر في كل أنحاء أوروبا. وارتبط اسمه بمصطلح الخوارزميات(اللوغاريثمات) ويمكن القول أن نهضة أوروبا في العلوم الرياضية جاءت ممّا أخذوه عنه، ولولاه لكانت تأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية.
قد يظن البعض أن العبقرية مقتصرة على الذكور فقط، ولكن الحقيقة عكس ذلك، ومثال على ذلك هو العالمة ماري كوري التي أجرت التجارب في معملها واكتشف اكتشافات مذهلة ولم تفز بجائزة نوبل واحدة فحسب بل فازت بجائزتين. وهي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل والوحيدة التي حصلت عليها مرتين في مجالين مختلفين (مرة في الفيزياء ومرة أخرى في الكيمياء)، وهي أول امرأة تحصل على رتبة الأستاذية في جامعة باريس. وقد واصلت ابنتها مسيرتها حيث حصلت أيضًا على جائزة نوبل عام 1935 مشاركة مع زوجها. وهناك مثالًا آخر للعباقرة من غير العلماء، وهم محترفي الشطرنج الذين يحدقون بتركيز على رقعة الشطرنج قبل اتخاذ الخطوة غير المتوقعة التي تجلب لهم الفوز. كما أن منهم من يلعب أكثر من لعبة شطرنج في نفس الوقت ضد العديد من المنافسين ويلعبون بطريقة سريعة وحاسمة. كما نجد في عالم الفن والفلسفة أذكياء بشكل لا يمكن تصوره في الطريقة التي يعبرون فيها عن حقائق حول الحالة الإنسانية من خلال قدرتهم التعبيرية وقدرتهم على التفكير والخيال والإبداع والبراعة في اللغة أو الوسائل الفنية، مثل أفلاطون وليوناردو دافينشي وشكسبير وجين أوستن وموزارت وجون كولتران.
كل الأمثلة السابقة تمثل جانبًا أو أكثر مما نسميه الذكاء. وذلك لأن الذكاء بشكل مبسط يشمل المعرفة والذاكرة طويلة المدى (أفلاطون والفائزون في برامج المسابقات) والقدرة على تطبيق هذه المعلومات في مواقف فريدة وحل المشكلات (ابن إسحاق والخوارزمي وماريا كوري ودافنشي) والقيام بهذه الأشياء بسرعة ودقة (قام موزارت بتأليف معزوفة موسيقية جديدة في ذهنه أثناء تأليفه لمعزوفة أخرى، أو محترف الشطرنج الذي ينافس عدد من اللاعبين في نفس الوقت) أو أن تكون فنانًا مبدعًا ذو أخلاق. لكن كيف يصبح الطفل عالمًا بارعًا، أو موسوعة تمشي على قدمين أو لاعب شطرنج محترف للإجابة على هذا السؤال من المفيد أن نفهم شيئًا عن جذور الذكاء وطبيعته وكيف يتم قياسه وكيف يمكن تعلم هذه المهارات؟
الأساس النظري للبرنامج
يرتكز برنامج التدخل المعرفي بشكل كبير في عملية التدخل على لدونة المخ، أي على قابلية المخ للتغير نتيجة الخبرة. فالخبرات المكتسبة تؤثر على أبنية المخ وتزيد من التشابكات العصبية. ويشير مفهوم لدونة المخ أو اللدونة العصبية إلى قدرة المخ الإنساني على تنظيم مساراته العصبية على أساس الخبرات الجديدة. فلكي نتعلم أو نتذكر حقائق أو مهارات يجب أن يكون هناك باستمرار تغيرات وظيفية في المخ لتمثيل المعرفة الجديدة.
ولتوضيح مفهوم اللدونة العصبية بشكل مبسط نضرب المثال التالي ” تخيل أنك تمسك كاميرا يوجد بداخلها فيلم به بعض الصور التي لم تلتقط بعد؛ الآن تخيل أنك تقوم بتوجيه الكاميرا لالتقاط صورة لشجرة؛ عندما تقوم بذلك سوف يتعرض الفيلم لمعلومات جديدة -صورة الشجرة-. ولكي تبقى الصورة؛ يجب أن يعكس الفيلم الضوء ويحدث به تغير لتسجيل الصورة. وبالمثل لكي تبقى المعلومات في الذاكرة؛ يجب أن تحدث تغيرات في المخ لكي يتم تمثيل المعلومات الجديدة. ولتوضيح اللدونة بطريقة أخرى تخيل لو أنك قمت بوضع قطعة من العملة على قطعة لدنه من الطين؛ ماذا سوف يحدث؟ بالتأكيد سوف تحدث تغيرات في قطعة الطين — شكل الطين سوف يتغير لآن قطعة العملة ضغطت على حيز الطين. وبالمثل يعاد تنظيم الدوائر العصبية في المخ استجابة للخبرة أو المثير الحسي. أذن اللدونة العصبية هي قدرة المخ لإعادة تنظيم نفسه بتشكيل الوصلات العصبية الجديدة طوال مراحل الحياة. وتسمح اللدونة العصبية للخلايا العصبية في المخ بالتعويض من الإصابة أو المرض وتعديل أنشطتها استجابة للمواقف الجديدة أو للتغيرات في البيئة.
وقد أظهرت البحوث التي أجريت خلال العقود الماضية وجود تغيرات تحدث في مناطق المعالجة في القشرة الحديثة. ويمكن لهذه التغيرات أن تعدل بشكل كبير نمط النشاط العصبوني في الاستجابة للخبرة. وطبقاً لنظرية اللدونة العصبية فإن التفكير والتعلم يحدثان تغيرات فعلية في التشريح الوظيفي للمخ من القمة للقاع. وربما أصبحت اللدونة العصبية في الوقت الحاضر أكثر الموضوعات دراسة بين علم النفس وعلم وظائف الأعضاء أو داخل علوم الأعصاب بشكل عام؛ لأنه كان يعتقد حتى وقت قريب أن الوصلات في المخ تكـــون ثابتة عند عمر معين؛ لكن البحوث الحديثة أثبتت أن المخ لا يتوقف عن التغير أثناء التعلم. وتحدث التغيرات المرتبطة بالتعلم في الغالب على مستوى الوصلات التي تصل الخلايا العصبية بعضها ببعض؛ فيساعد ذلك على تشكيل وصلات جديدة وعلى حدوث تغيير في البنية الداخلية للتشابكات الموجودة.
وعندما يصبح شخص ما خبيرا في مجال معين؛ سوف تحدث لديه تغيرات في مناطق المخ المسئولة عن هذا النوع من المهارة. فعلى سبيل المثال سائقي التاكسي في لندن يوجد لديهم اتساع في منطقة الحصين hippocampus أكبر من سائقي الأتوبيس والسبب هو أن منطقة الحصين متخصصة في اكتساب واستخدام المعلومات المكانية المعقدة والتي تساعد على التجول بكفاءة. فسائقي التاكسي يتجولون في كل شوارع لندن في حين أن سائقي الأتوبيس يتجولون في خطوط سير محددة سابقا. ويمكن ملاحظة اللدونة العصبية أيضا لدى الأشخاص الذين يتحدثون لغتين. فمن المحتمل أن تعلم لغة ثانية يؤدي إلى تغيرات وظيفية في المخ: فتكون القشرة الجدارية السفلى اليسرى لديهم أكثر أتساعاً مقارنة بالأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة.وتحدث أيضا تغيرات في أمخاخ الموسيقيين مقارنة بغير الموسيقيين. فقد قارن جاسر Gaser وزملاؤه (2003) بين الموسيقيين المحترفين (الذين يمارسون على الأقل ساعة يوميا) وبين الموسيقيين الهواة وغير الموسيقيين؛ فوجدوا أن حجم القشرة الرمادية أكبر لدى الموسيقيين المحترفين مقارنة بالهواة وغير الموسيقيين. وقد وجد درجانسكي draganski وزملائه أن التعلم المتسع للمعلومات المجردة يمكن أن يؤدي إلى حدوث بعض التغييرات في المخ. فقد قاموا بتصوير أمخاخ مجموعة من طلبة الطب الألمان قبل 3 شهور من دخول الامتحان وبعد أداء الامتحان وتم مقارنتهم بالطلبة الذين لم يذاكروا لأداء الامتحان في نفس الفترة. فظهرت تغيرات لدى الطلبة الذين أدوا الامتحان في مناطق القشرة الجدارية وأيضا في المنطقة المؤخرية من الحصين، ومن المعروف أن هذه المناطق مرتبطة بالتعلم والاستدعاء من الذاكرة.
وقد أظهرت البحوث التي أجريت خلال العقود الماضية وجود تغيرات تحدث في مناطق المعالجة في القشرة الحديثة. ويمكن لهذه التغيرات أن تعدل بشكل كبير نمط النشاط العصبوني في الاستجابة للخبرة. وطبقاً لنظرية اللدونة العصبية فإن التفكير والتعلم يحدثان تغيرات فعلية في التشريح الوظيفي للمخ من القمة للقاع. وربما أصبحت اللدونة العصبية في الوقت الحاضر أكثر الموضوعات دراسة بين علم النفس وعلم وظائف الأعضاء أو داخل علوم الأعصاب بشكل عام؛ لأنه كان يعتقد حتى وقت قريب أن الوصلات في المخ تكـــون ثابتة عند عمر معين؛ لكن البحوث الحديثة أثبتت أن المخ لا يتوقف عن التغير أثناء التعلم. وتحدث التغيرات المرتبطة بالتعلم في الغالب على مستوى الوصلات التي تصل الخلايا العصبية بعضها ببعض؛ فيساعد ذلك على تشكيل وصلات جديدة وعلى حدوث تغيير في البنية الداخلية للتشابكات الموجودة.
وعندما يصبح شخص ما خبيرا في مجال معين؛ سوف تحدث لديه تغيرات في مناطق المخ المسئولة عن هذا النوع من المهارة. فعلى سبيل المثال سائقي التاكسي في لندن يوجد لديهم اتساع في منطقة الحصين hippocampus أكبر من سائقي الأتوبيس والسبب هو أن منطقة الحصين متخصصة في اكتساب واستخدام المعلومات المكانية المعقدة والتي تساعد على التجول بكفاءة. فسائقي التاكسي يتجولون في كل شوارع لندن في حين أن سائقي الأتوبيس يتجولون في خطوط سير محددة سابقا. ويمكن ملاحظة اللدونة العصبية أيضا لدى الأشخاص الذين يتحدثون لغتين. فمن المحتمل أن تعلم لغة ثانية يؤدي إلى تغيرات وظيفية في المخ: فتكون القشرة الجدارية السفلى اليسرى لديهم أكثر أتساعاً مقارنة بالأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة.وتحدث أيضا تغيرات في أمخاخ الموسيقيين مقارنة بغير الموسيقيين. فقد قارن جاسر Gaser وزملاؤه (2003) بين الموسيقيين المحترفين (الذين يمارسون على الأقل ساعة يوميا) وبين الموسيقيين الهواة وغير الموسيقيين؛ فوجدوا أن حجم القشرة الرمادية أكبر لدى الموسيقيين المحترفين مقارنة بالهواة وغير الموسيقيين. وقد وجد درجانسكي draganski وزملائه أن التعلم المتسع للمعلومات المجردة يمكن أن يؤدي إلى حدوث بعض التغييرات في المخ. فقد قاموا بتصوير أمخاخ مجموعة من طلبة الطب الألمان قبل 3 شهور من دخول الامتحان وبعد أداء الامتحان وتم مقارنتهم بالطلبة الذين لم يذاكروا لأداء الامتحان في نفس الفترة. فظهرت تغيرات لدى الطلبة الذين أدوا الامتحان في مناطق القشرة الجدارية وأيضا في المنطقة المؤخرية من الحصين، ومن المعروف أن هذه المناطق مرتبطة بالتعلم والاستدعاء من الذاكرة.
استخدامات برنامج التدخل
ولا يستهدف البرنامج فقط تحسين القدرات المعرفية للأفراد الذين يواجهون صعوبات في القيام بأداء مهام الحياة اليومية سواء في المنزل أو المدرسة أو المجتمع، بل يستهدف أيضاً تطوير القدرات المعرفية لدى الموهوبين ذوي القدرات العالية. فيشمل البرنامج مجالات عديدة ومستويات صعوبة مختلفة بما يتناسب مع الأداء المعرفي. فمن استخدامات مقياس ستانفورد -بينيه للذكاء: الصورة الخامسة المساعدة في تحديد الإعاقة العقلية وصعوبات التعلم، ومن استخداماته أيضاً تحديد الموهبة والتفوق الدراسي.
ويستخدم برنامج التدخل مع الاضطرابات النمائية العصبية، وهي مجموعة من الاضطرابات تؤثر على تطور الجهاز العصبي، مما يؤثر ذلك على القدرات المعرفية والانفعالات والمهارات الاجتماعية والسلوك التكيفي واللغة والحكم الذاتي. وتميل آثارها إلى أن تستمر طوال حياة الشخص. وتشمل الاضطرابات النمائية العصبية الإعاقة العقلية، اضطراب طيف الذاتوية، اضطرابات التعلم المحددة، اضطرابات التواصل (اللغة)، اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، والاضطرابات الحركية. كما يستخدم برنامج التدخل مع الأطفال ذوي التأخر النمائي، ويشير التأخر النمائي إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 3 سنوات وصفر من الأشهر (3:0) إلى 9 سنوات و11 شهرًا (9:11) ويعانون من تأخر نمائي تم تحديده بواسطة أدوات وإجراءات تشخيصية مناسبة في مجال أو أكثر من المجالات التالية: النمو الجسدي (أي الحركات الكبرى و/أو الحركات الصغرى)، المعرفي، التواصل واللغة، الاجتماعي/الانفعالي، والتكيفي الذي يؤثر سلبًا على الأداء التعليمي للطفل. والأطفال الذين لديهم تأخر نمائي لديهم تأخر كبير في واحدة أو أكثر من المجالات النمائية الخمسة.
وتختلف تعريفات التأخر النمائي اختلافاً طفيفاً فيما بينها، لكنها في النهاية تهدف إلى إضفاء المزيد من الوضوح بالنسبة للأعمار ومجالات القصور التي تندرج تحت هذا التصنيف. ويسلط التأخر النمائي الضوء على الحاجة إلى توفير الخدمات والبرامج القائمة على جوانب قوة الطفل واحتياجاته التي تقاس بالمجالات النمائية الخمسة، ويصبح هذا ضروريًا عندما لا يتم اعتبار تقييم الإعاقة المحددة بأنه ثابت أو صادق إحصائيًا بسبب صغر عمر الطفل. كما يستخدم أيضاً برنامج التدخل لتطوير الموهبة أو التفوق، ويستخدم مصطلح «الموهبة» ومصطلح «التفوق» في كثير من الأحيان بالتبادل، على الرغم من أن مصطلح التفوق كان يحظى في بعض الأحيان بعناية أقل إلى حد ما من مصطلح الموهبة. وقد ميز جانيه Gagné (1991) بين مفهوم «موهوب» و «متفوق» من خلال تعريف الموهبة على أنها كفاءة أعلى من متوسط القدرة البشرية، والتفوق على أنه أداء فوق المتوسط في مجال معين. وتشير الموهبة إلى القدرات البشرية مثل القدرات الفكرية أو الإبداعية. بينما يظهر التفوق في مجال النشاط البشري مثل الرياضيات أو الأدب أو الموسيقى. ويكرر فريمان Freeman (2000) ذلك التعريف مضيفًا أن الموهبة يسهل قياسها باعتبارها جوانب عقلية للنمو، بينما التفوق عادة ما يكتشفه الخبراء في تلك المجالات. ويمكن توضيح ذلك أكثر من خلال تمييز مونرو Munro (2001) للطلاب المتفوقين والذين يظهرون قدرة استثنائية في المجالات التي يتم تدريسها بوضوح، بينما الطلاب الموهوبون هم أولئك الذين لديهم قدرة استثنائية في بعض المجالات دون تعليم واضح. وبالتالي يعني ذلك أن الطالب الموهوب قد لا يُعرف بالضرورة على أنه متفوق.
وفي عام 1988 حدّد الكونجرس الأمريكي الموهوبين والمتفوقين على أنهم الأطفال الذين لديهم قدرة ذات أداء عالي في بعض المجالات مثل القدرات العقلية والابتكارية والفنية أو القيادية، أو في مجالات أكاديمية محددة، وهؤلاء الذين يحتاجون إلى خدمات أو أنشطة لا توفرها المدرسة عادة من أجل تحسين تلك القدرات بشكل كلي. ويستخدم أيضاً برنامج التدخل مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وصعوبات التعلم هي اضطراب عصبي يؤثر على قدرة المخ على الاستقبال والمعالجة والتخزين والاستجابة للمعلومات، وتعد صعوبات التعلم مجموعة من الاضطرابات التي يمكن أن تؤثر على مجالات عديدة للتعلم منها القراءة والكتابة والهجاء والعمليات الحسابية والاستماع والتعبير اللفظي.
ويتطلب تشخيص صعوبات التعلم النوعية طبقًا للدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية وجود واحد على الأقل من الصعوبات التالية تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، على الرغم من تقديم التداخلات: (1) صعوبة في قراءة الكلمات بشكلٍ دقيق أو ببطء رغم بذل الجهد ( على سبيل المثال يقرأ كلمة واحدة بصوت مرتفع بشكل غير دقيق أو ببطء وبتردد، وكثيرًا ما يخمن الكلمات، ويواجه صعوبة في مخارج الأصوات) (2) صعوبة في فهم معنى ما يقرأ (على سبيل المثال، قد يقرأ النص بدقة ولكن لا يفهم التسلسل، والعلاقات، والاستدلالات، أو المعاني الأعمق لما يقرأ). (3) صعوبات في التهجئة (على سبيل المثال، إضافة أو حذف أو إبدال حروف العلة أو الحروف الساكنة). (4) صعوبات في التعبير الكتابي (على سبيل المثال يرتكب العديد من الأخطاء النحوية وأخطاء في التشكيل داخل الجمل، استخدامات تفتقد للتنظيم في الفقرات، يفتقر إلى التعبير الكتابي عن الأفكار بوضوح) (5) صعوبات في إتقان مفهوم الأرقام، أسس الأعداد أو إجراء العملية الحسابية (على سبيل المثال لديه ضعف في فهم الأرقام ، وقيمتها، والعلاقات بينها، يستخدم يديه للعد عند إضافة أرقام مكونة من رقم واحد بدلًا من استدعاء العمليات الحسابية كما يفعل أقرانه، يضيع وسط العمليات الحسابية وقد يغير الإجراءات) (6) صعوبات في الاستدلال الرياضي (على سبيل المثال، لديه صعوبة شديدة في تطبيق المفاهيم الرياضية، والحقائق، أو الإجراءات لحل المسائل الكمية).
ويستخدم أيضاً برنامج التدخل لتحسين القدرات المعرفية لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية. ويستخدم مصطلح “الاضطراب النفسي” أحيانًا ليشير إلى الاضطرابات العقلية أو الاضطرابات السيكاترية. والاضطرابات العقلية هي أنماط من الأعراض السلوكية أو النفسية التي تؤثر على مجالات متعددة من الحياة منها المجال المعرفي. وهذه الاضطرابات تخلق الضيق للشخص الذي يعاني من هذه الأعراض. ويمتد القصور في في الوظيفة المعرفية من انخفاض الانتباه والذاكرة العاملة إلى اضطراب في اللغة والمعرفة الاجتماعية. فعلى سبيل المثال يعتبر القصور المعرفي خاصية أساسية في اضطراب الفصام، حيث أن حوالي 94% من مرضى الفصام يعانون من قصور معرفي. وتعتبر المشكلات المعرفية مثل قصور مدى الانتباه وصعوبات الذاكرة، والمنطق، والحكم، وحل المشكلات، واتخاذ القرار هي من أهم الخصائص الرئيسية لاضطراب الفصام.ويستخدم برنامج التدخل مع الاضطرابات العصبية المعرفية، والاضطراب العصبي المعرفي هو مصطلح عام يصف انخفاض الوظيفة العقلية الناتج عن مرض طبي غير مرض نفسي. وغالبًا ما يستخدم بالتبادل مع الخرف، لكنه يشمل العديد من الاضطرابات الأخرى مثل الإصابات المخية، والزهايمر، ومرض هنتنغتون.
وتختلف تعريفات التأخر النمائي اختلافاً طفيفاً فيما بينها، لكنها في النهاية تهدف إلى إضفاء المزيد من الوضوح بالنسبة للأعمار ومجالات القصور التي تندرج تحت هذا التصنيف. ويسلط التأخر النمائي الضوء على الحاجة إلى توفير الخدمات والبرامج القائمة على جوانب قوة الطفل واحتياجاته التي تقاس بالمجالات النمائية الخمسة، ويصبح هذا ضروريًا عندما لا يتم اعتبار تقييم الإعاقة المحددة بأنه ثابت أو صادق إحصائيًا بسبب صغر عمر الطفل. كما يستخدم أيضاً برنامج التدخل لتطوير الموهبة أو التفوق، ويستخدم مصطلح «الموهبة» ومصطلح «التفوق» في كثير من الأحيان بالتبادل، على الرغم من أن مصطلح التفوق كان يحظى في بعض الأحيان بعناية أقل إلى حد ما من مصطلح الموهبة. وقد ميز جانيه Gagné (1991) بين مفهوم «موهوب» و «متفوق» من خلال تعريف الموهبة على أنها كفاءة أعلى من متوسط القدرة البشرية، والتفوق على أنه أداء فوق المتوسط في مجال معين. وتشير الموهبة إلى القدرات البشرية مثل القدرات الفكرية أو الإبداعية. بينما يظهر التفوق في مجال النشاط البشري مثل الرياضيات أو الأدب أو الموسيقى. ويكرر فريمان Freeman (2000) ذلك التعريف مضيفًا أن الموهبة يسهل قياسها باعتبارها جوانب عقلية للنمو، بينما التفوق عادة ما يكتشفه الخبراء في تلك المجالات. ويمكن توضيح ذلك أكثر من خلال تمييز مونرو Munro (2001) للطلاب المتفوقين والذين يظهرون قدرة استثنائية في المجالات التي يتم تدريسها بوضوح، بينما الطلاب الموهوبون هم أولئك الذين لديهم قدرة استثنائية في بعض المجالات دون تعليم واضح. وبالتالي يعني ذلك أن الطالب الموهوب قد لا يُعرف بالضرورة على أنه متفوق.
وفي عام 1988 حدّد الكونجرس الأمريكي الموهوبين والمتفوقين على أنهم الأطفال الذين لديهم قدرة ذات أداء عالي في بعض المجالات مثل القدرات العقلية والابتكارية والفنية أو القيادية، أو في مجالات أكاديمية محددة، وهؤلاء الذين يحتاجون إلى خدمات أو أنشطة لا توفرها المدرسة عادة من أجل تحسين تلك القدرات بشكل كلي. ويستخدم أيضاً برنامج التدخل مع الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وصعوبات التعلم هي اضطراب عصبي يؤثر على قدرة المخ على الاستقبال والمعالجة والتخزين والاستجابة للمعلومات، وتعد صعوبات التعلم مجموعة من الاضطرابات التي يمكن أن تؤثر على مجالات عديدة للتعلم منها القراءة والكتابة والهجاء والعمليات الحسابية والاستماع والتعبير اللفظي.
ويتطلب تشخيص صعوبات التعلم النوعية طبقًا للدليل التشخيصي والإحصائي الخامس للاضطرابات النفسية وجود واحد على الأقل من الصعوبات التالية تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، على الرغم من تقديم التداخلات: (1) صعوبة في قراءة الكلمات بشكلٍ دقيق أو ببطء رغم بذل الجهد ( على سبيل المثال يقرأ كلمة واحدة بصوت مرتفع بشكل غير دقيق أو ببطء وبتردد، وكثيرًا ما يخمن الكلمات، ويواجه صعوبة في مخارج الأصوات) (2) صعوبة في فهم معنى ما يقرأ (على سبيل المثال، قد يقرأ النص بدقة ولكن لا يفهم التسلسل، والعلاقات، والاستدلالات، أو المعاني الأعمق لما يقرأ). (3) صعوبات في التهجئة (على سبيل المثال، إضافة أو حذف أو إبدال حروف العلة أو الحروف الساكنة). (4) صعوبات في التعبير الكتابي (على سبيل المثال يرتكب العديد من الأخطاء النحوية وأخطاء في التشكيل داخل الجمل، استخدامات تفتقد للتنظيم في الفقرات، يفتقر إلى التعبير الكتابي عن الأفكار بوضوح) (5) صعوبات في إتقان مفهوم الأرقام، أسس الأعداد أو إجراء العملية الحسابية (على سبيل المثال لديه ضعف في فهم الأرقام ، وقيمتها، والعلاقات بينها، يستخدم يديه للعد عند إضافة أرقام مكونة من رقم واحد بدلًا من استدعاء العمليات الحسابية كما يفعل أقرانه، يضيع وسط العمليات الحسابية وقد يغير الإجراءات) (6) صعوبات في الاستدلال الرياضي (على سبيل المثال، لديه صعوبة شديدة في تطبيق المفاهيم الرياضية، والحقائق، أو الإجراءات لحل المسائل الكمية).
ويستخدم أيضاً برنامج التدخل لتحسين القدرات المعرفية لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية. ويستخدم مصطلح “الاضطراب النفسي” أحيانًا ليشير إلى الاضطرابات العقلية أو الاضطرابات السيكاترية. والاضطرابات العقلية هي أنماط من الأعراض السلوكية أو النفسية التي تؤثر على مجالات متعددة من الحياة منها المجال المعرفي. وهذه الاضطرابات تخلق الضيق للشخص الذي يعاني من هذه الأعراض. ويمتد القصور في في الوظيفة المعرفية من انخفاض الانتباه والذاكرة العاملة إلى اضطراب في اللغة والمعرفة الاجتماعية. فعلى سبيل المثال يعتبر القصور المعرفي خاصية أساسية في اضطراب الفصام، حيث أن حوالي 94% من مرضى الفصام يعانون من قصور معرفي. وتعتبر المشكلات المعرفية مثل قصور مدى الانتباه وصعوبات الذاكرة، والمنطق، والحكم، وحل المشكلات، واتخاذ القرار هي من أهم الخصائص الرئيسية لاضطراب الفصام.ويستخدم برنامج التدخل مع الاضطرابات العصبية المعرفية، والاضطراب العصبي المعرفي هو مصطلح عام يصف انخفاض الوظيفة العقلية الناتج عن مرض طبي غير مرض نفسي. وغالبًا ما يستخدم بالتبادل مع الخرف، لكنه يشمل العديد من الاضطرابات الأخرى مثل الإصابات المخية، والزهايمر، ومرض هنتنغتون.